كما ذكرنا في المقال السابق الميتافيرس( مقدمة)عن ميتافيرس ووصفناها كمساحة لامحدوة عبر الإنترنت حيث تمكن للمستخدمين ممارسة الألعاب والتفاعل مع الآخرين من خلال Avatar في بيئة يتم إنشاؤها بواسطة تقنية غير معرفة حتى الان ولكننا بتنا نعلم أن ميتافيرس تهدف إلى أخذ تقنيات العالم الافتراضي إلى مستويات غير مسبوقة كبيئة تتفاعل فيها كل التجارب التقنية المختلفة مع بعضها فيمكن النظر للميتافيرس على أنه كون متعدد الأبعاد مرتبط بالعالم الحقيقي وكل مانملكه من معلومات تعطينا فكرة عن مدى عمق الميتافيرس وكأنه طبقات من التقنية مترابطة ومتصلة تماما تخدم مزيدا من القطاعات
وفقًا لخبراء الصناعة ، سيتمكن الأشخاص من التسوق مثل تفقد غرف ملابس المتاجر عبر تقنية الواقع الإفتراضي مثلاً بدلا من التجربة التى باتت تقليدية لتطبيقات التسوق الشهيرة أو حضور الحفلات الموسيقية الافتراضية وحتى الأحداث الرياضية فهو تجربة يتفاعل فيها الشخص مع المحتوى الإفتراضي عوض أن يكون مجرد متفرج بعيد.
ونقلا عن خبيرة الأمن الإلكتروني كريستينا بودنار مشاركة تجربة حضور حفلة موسيقية مستقبلاً، ووصفتها بأنه بدلا من المشاهدة الكلاسيكية للشاشة عبر التلفزيون أو الحاجة للذهاب إلى مكان العرض سيكون بإمكانك إرتداء نظارات مخصصة "ستنقلك إلى الحفلة وكأنك هناك" وحسب وصف كريستينا" قدّم زوكربيرغ لنا فكرة عن عالم مماثلاً للحياة عن طريق ميتافيرس سيكون بإمكاننا التنقل فوراً كمجسم هولوغرامي- وهى تقنية تنشأ صورا ثلاثية الأبعاد بإستخدام الليزر- إلى اى مكان دون الحاجة التحرك من مكانك"

وينتقد عل ميتافيرس أنه
يتطلب جمع كميات هائلة من بيانات المستخدمين وهذا ماقام به فيسبوك من خلال تطبيقاته الحالية للواقع الافتراضي، بما في ذلك الهوية الحقيقية للأشخاص، والتي تتجاوز حدود الإستخدام الضيق لبعض الألعاب أو اللقاءات online. يحدث ذلك بسبب طبيعة التفاعل الحسية مع هذه التطبيقات والتي تنقل الخصائص الحقيقية الحسية للمستخدمين كتحركات الأعين وردود الأفعال عند استخدام الكاميرا أو شكل الوجه عند القيام بعملية مسح إلكتروني- كما في الهواتف التى تحتاج بصمة الوجه وهذا ما يحدث بالفعل معنا يوميا
وحذر الخبراء أن تغيير اسمها إلى "ميتا" ماهو هو محاولة لتجاوز كونها شبكة اجتماعية تشوبها فضائح بخصوص الخصوصية وتسريب البيانات. وربما لهذا قررت الشركة كذلك إلغاء نظام التعرف على الوجوه وحذف مليار بصمة وجه -كاستجابة للمخاوف المرتبطة بالخصوصية


وقد اشارماركوس كارتر، وهو محاضر كبير في الثقافات الرقمية بجامعة سيدني لفورتشن، عن مخاوفه بشأن خصوصية البيانات في ميتافيرس على فيسبوك، وأشار إلى أن بعض بيانات المستخدم التي يمكن لـ فيسبوك تتبعها في الواقع الافتراضي تتضمن معلومات حول كيفية تحرك الأشخاص في البيئات الافتراضية وقال: "بيانات الحركة ضمن البيئات الافتراضية هذه يمكن استخدامها لتحديد هويتك مثل بصمة الإصبع."
ومع وجود العديد من المخاطر المرتبطة بالميتافيرس نتيجة طبيعته المنفتحة عل المعلومات
الشخصية، المالية، البيولوجية كالبصمات وحتى العاطفية كالمشاعر. مثلاً جعلها في موقف سيئ جدا فى كل مايتعلق بالخصوصية والأمان وكأنها تبرر لنفسها أن حصولها على تلك المعلومات هو خطة ممنهجة لخدمة المستخدم والارتقاء بمستوى رفاهيته عل الرغم من وجود اراء كثيرة معارضة نذكر منها
رجل الأعمال ستيف جانغ، الشريك الإداري في الشركة الناشئة "كندريد فينتشرز": "صحيح أننا نريد التنقل عبر الإنترنت بسهولة، لكننا نريد أيضًا أن يحدث ذلك بطريقة لا يمكن تتبعها ومراقبتها".
أيضا أكدت بيتروك عن قلقها إزاء محاولة شق فيسبوك طريقا إلى عالم افتراضي قد يتطلب المزيد من البيانات الشخصية ويسمح بإمكانية أكبر لسوء الاستخدام والمعلومات الخاطئة في ظل عدم سعي الشركة لإصلاح هذه المشكلات في منصتها الحالية.
يتبقى أن تكشف الأيام المقبلة عما ينتظر عالم التكنولوجيا، وذلك عندما تصبح ميتافيرس في متناول الجميع متغلبة على عوائق انتشارها، فمشكلة ارتفاع سعر نظارات العالم الافتراضي قد لا تدوم طويلا حال ظهور شركات تقدمها بأسعار أقل في سبيل تحقيق الربح من المبيعات الضخمة التي ستشمل حينها مليارات البشر.

وبعد هذا الطرح وبالرغم من الجانب المضيء للميتافيرس تظل المخاوف من اصطدام العالم بهذه التجربة أن تنتج عنها أمراض نفسية وصحية كبيرة، وأيضاً قلق من أن تتحول البشرية، سيما الأطفال إلى أسرى لسلطة افتراضية، وإدمان للخيال، والانحراف النفسي، والهيمنة على المقدرات الذهنية، إذ أن الطريقة التي قدمت لنا «الميتافيرس» حتى الآن تقول إنه سيصبح المتحكم الرئيسي في عقول ضيوفه ورواده، وأنه تدريجياً سيسلبنا إرادة الواقع، وينقلها إلى التعايش الحقيقي مع العالم الافتراضي ولكن يجب أن نتحلى بالأمل والتفاؤل إذا انه لا أحد يستطيع، على وجه الدقةْ، أن يعرف ما الحدود التي يصل إليها مستقبلاً عالم «الميتافيرس»؟ وما حجم تأثيراته الإيجابية والسلبية..