مرحبا بك في عالم الويب 3 (على الرغم من عدم وجوده حاليا). بإذن الله تعالى سنكتب عنه وطريقة عمله وتطبيقاته وأسبابه وصلته بعالم الأصول المشفرة
منذ بدء الإنترنت إلى حوالي 2004، وبالنسبة إلى المستخدم العادي، كان الإنترنت عبارة عن مجموعة من المواقع تنشأها شركات مختلفة لفائدة المستخدم من مثل المواقع الإخبارية والإيميلات. وفيها تنتج الشركة المعلومة أو البضاعة ويستفيد منها المستخدم. وهذا يعرف بـ"ويب 1"
.

ومنذ ذلك الوقت إلى الآن أصبح المستخدم منتجا أيضا لهذه المعلومات والبضائع لفائدة مستخدمين آخرين. فمثلا، في الويب 1، شركة أمازون تبيع الكتب على المستخدم. ولكن أصبح بالإمكان أن يبيع المستخدم نفس هذه الكتب على مستخدمين آخرين عبر أمازون. وهذا يعرف بـ"ويب 2"




فبرزت المنصات المركزية في الويب 2 من أجل احكام عملية التواصل ما بين المستخدمين. فهناك 3 أدوار رئيسية للمنصات المركزية: حفظ التعاملات والحفاظ على السرية والدور الأهم تسهيل عمليات التواصل ما بين المستخدمين وتشجيعهم. تسلسل الويب 1 و2


وتستفيد المنصات المركزية ماليا عبر عدة طرق: فرض رسوم مباشرة (مثلا نسبة معينة من مبيعات الكتب التي تبيعها على منصة أمازون) أو بطرق غير مباشرة باستخدام بياناتك الشخصية ومعرفة تاريخ معاملاتك عبر المنصة وبيعها على شركات الإعلانات ولأغراض أخرى.
والطريقة غير المباشرة هي الأمر الذي بدأ يقلق الكثيرين. فعندما تبحث عن "جبن خال من الدهون" عبر جوجل، فإن خوارزمية جوجل ستقرر بإنك على حمية غذائية وفجأة ستجد أمامك طوفان من الإعلانات المتعلقة بالحمية الغذائية.


والأدهى من ذلك، إذا لاحظت خوارزمية جوجل بأن عدد البحث عن "جبن خال من الدهون" بدأ يرتفع بشكل جنوني في منطقة الرياض مثلا، فإنها ستعلم التموينات في الرياض بأن هناك طلبا هائلا وقريبا للأجبان الخالية من الدهون: فلتستعد سلاسل الإمداد لتلبية الطلب!
وقس بذلك كمية البيانات التي تستطيع أمازون وجوجل وفيسبوك وأبل ومايكروسوفت وتويتر الاستفادة منها وبيعها. فالمنصة المركزية تعرف عنك أكثر من معرفتك لنفسك وقطعا أكثر من معرفة الحكومة عنك. ولذلك بدأت الحكومات بالتضييق على هذه المنصات.


ولكن، ألا يمكن إلغاء هذه المنصات بحيث يتفاعل ويتواصل المستخدمون فيما بينهم بدون الحاجة إلى هذه المركزية؟ وهنا أتت فكرة الويب 3. وعوضا عن منصة مركزية واحدة، يتم استخدام تقنية "سلسلة الكتل"
فتقنية سلسلة الكتل تستطيع أن تحفظ نسخة من جميع التعاملات وتحافظ أيضا على السرية ولكن ماذا عن تسهيل عمليات التواصل؟ كيف تستطيع أن تبيع كتابا بدون أمازون أو تغرد بدون تويتر أو ترسل صورا بدون انستغرام؟ هنا نفتح صندوق باندورا





هنا يأتي دور "الشركة الآلية اللامركزية" أو Decentralized Autonomous Organization. وهي شركة افتراضية يتم إنشاءها على سلسلة كتل معينة. ويكون رأسمالها عبارة عن عدد معين من التوكن Token الخاص بها يملكها مؤسسها بالكامل في بادئ الأمر.

ثم يعمل لها "اكتتاب عام" ويوزع التوكن على المشتركين في الاكتتاب. و"مذكرة التأسيس ونظام العمل" لهذه الشركة الآلية هي عبارة عن العقود الذكية والتي تسجل بالضبط آلية عمل الشركة بعيدا عن التدخل اليومي البشري. ولذلك هي "آلية"

فينشأ باسم مثلا شركة آلية لامركزية مشابهه لتويتر و جون شركة آلية أخرى مشابهه لتويتر أيضا. إذا كانت عقودي الذكية وتصميمي أفضل من شركة راكان، فإن المستخدم سيستخدم منصتي اللامركزية ومن يملك توكن شركتي سيستفيد من ذلك

فما الفرق بين المنصة المركزية وشركتي هنا؟ أنا لا أتحكم في شركتي ولا أستطيع تغيير العقود الذكية إلا باتفاق الأغلبية ولا أستطيع منع أي شخص من استخدام شركتي وقطعا لا أستطيع أن امتثل لأي قرار قضائي بحجب موضوع أو شخص. لذلك هي لامركزية.

وهذا هو الويب 3. وهو لم يبدأ بعد. فلذلك سخر إلان ماسك من الويب 3 قائلا "هل رأى أحدكم ويب 3؟ لم أجده".

أما ليش زعلان جاك دورسي فلأنه من مؤيدي البتكوين وأغلب الشركات الآلية اللامركزية والعقود الذكية تعمل على سلسلة كتل إيثيريوم وهي المنافسة لسلسلة كتل البتكوين. مما يعني أن نجاح ويب 3 سيؤدي إلى فشل ذريع للبتكوين.

فلذلك اتهم شركات الاستثمار الجرئ ومستثمريها بالمستفيدين الحقيقيين من الويب 3 خصوصا شركة أندريسين هورويتز لأنها أخذت على عاتقها التسويق للويب 3 بشكل كبير.
لأنك إذا كنت السباق في إنشاء الشركات الآلية اللامركزية والبديلة لأمازون وتويتر وانستغرام ... الخ فإنك ستصبح من طبقة بيل غيتس وإلان ماسك في عصر الويب 3

المصدر هنا
.